نعلم كلنا أن سامسونج قد عانت بشكلٍ كبير من أزمة هاتف Galaxy Note 7 بعد مشاكل احتراق البطارية وانفجارها، ما خلف انخفاضًا في مبيعات الشركة وأزمة ثقة لدى الكثير من المستخدمين. ما لا يعلمه الكثيرون أن مشاكل مبيعات الهواتف الذكية لدى سامسونج قد بدأت قبل ذلك بكثير، والآن بدأت تظهر بشكلٍ أوضح.
قد يبدو الكلام غريبًا للوهلة الأولى، نظرًا لأن سامسونج لا تزال تتربع على المركز الأول كأكبر مصنع للهواتف الذكية حول العالم، وهو أمرٌ صحيح، ولكن المشكلة تتعلق بانخفاض مبيعاتها من الهواتف الرائدة، والتي ازدادت بعد مشكلة هواتف نوت 7.
بالعودة لعام 2013 ومع النجاح الهائل لهاتف Galaxy S4، وصلت حصة مبيعات الهواتف الرائدة لحوالي 75% من إجماليّ مبيعات هواتف سامسونج، وهو رقمٌ كبير جدًا. المشكلة بدأت بعدها، حيث تناقصت حصة الهواتف الرائدة من مبيعات الشركة لتبلغ 40% في 2015، وأخيرًا بلغت 29% في 2016، على الرغم من الشهرة الكبيرة لهواتف Galaxy S7 و S7 Edge. السبب الأساسيّ في ذلك هو تزايد مبيعات الشركة بشكلٍ كبير في قطاع الهواتف المتوسطة والاقتصادية، وعلى الرغم من أن الأمر بحد ذاته لا يعتبر سيئًا، إلا أن تناقص حصة الهواتف الرائدة من المبيعات سيؤثر على الأرباح الكلية للشركة.
تزداد المشكلة عمقًا عندما يتم تسليط الضوء على وسطيّ أسعار هواتف سامسونج حول العالم، والذي بلغ 232 دولار أمريكيّ في 2016، بتناقصٍ قدره 20% عن الإحصائيات الخاصة بالأعوام السابقة. بالمقابل، ازدادت القيمة الوسطية لأسعار هواتف آبل بنسبة 7% عام 2016 لتبلغ 645 دولار أمريكيّ، ما يعني أن الشركة الأمريكية وعلى الرغم من معاناتها لتناقصٍ في المبيعات، إلا أنها تمكنت من المحافظة على مدخولٍ مرتفع بفضل الزيادة في أسعار هواتفها، في حين أن سامسونج قد خفضت من أسعارها بشكلٍ إجماليّ، وخسرت في أحد أهم قطاعاتها من ناحية الربح، أي الهواتف الرائدة.
بهذه الصورة، فإن نجاح هواتف Galaxy S8 (وهاتف Note 8 مستقبلًا) هو أمرٌ ضروريّ بالنسبة للشركة، وبالنظر للأرقام السابقة، فإنه يمكننا أن نفهم لماذا أصبحت أسعار الهواتف هذا العام أغلى من مثيلاتها العام الماضي: سامسونج – ومعظم الشركات الأخرى – تريد التركيز على هامش ربح أكبر يمكن تحقيقه من الهواتف الرائدة.
الآن وبالنظر لمواصفات ومميزات هواتف S8 و S8 Plus، فإنه يمكن القول بلا أدنى شك أنها ستحقق نجاحًا كبيرًا في المبيعات، على الأقل بالنسبة لشريحة مستخدمي هواتف سامسونج، إن لم تتمكن الشركة أيضًا من استقطاب مستخدمي الشركات الأخرى. يجب أن نتذكر أيضًا المنافسة القوية من إل جي عبر هاتف LG G6، وحتى من سوني عبر هواتف Xperia XZ Premium و Xperia XZs الجديدة، ومستقبلًا من نوكيا المنتظر إطلاق هاتفها الرائد.
هل ستتمكن سامسونج من زيادة مبيعات الهواتف الرائدة هذا العام؟ شاركونا رأيكم ضمن التعليقات.